Silsilah Shahihah Albani 2036 / 3094

2036 - " كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة ، إلا سببي و نسبي " .


قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 58 :
روي من حديث عبد الله بن عباس و عمر بن الخطاب و المسور بن مخرمة و عبد الله
ابن عمر .
1 - أما حديث ابن عباس فيرويه موسى بن عبد العزيز العدني حدثني الحكم بن أبان
عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . أخرجه المخلص في " سبعة مجالس " ( 51 / 1 )
و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 129 / 1 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 10
/ 271 ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 108 / 2 ) و الضياء في " المختارة " .
قلت : و هذا إسناد حسن في الشواهد ، فإن الحكم بن أبان صدوق عابد له أوهام .
و موسى العدني صدوق سيء الحفظ .
2 - و أما حديث عمر ، فله عنه طرق : الأولى : يرويه إبراهيم بن مهران بن رستم
المروزي : حدثنا الليث بن سعد القيسي - هو مولى بني رفاعة في سنة إحدى و سبعين
و مائة بمصر - عن موسى بن علي بن رباح اللخمي عن أبيه عن عقبة بن عامر قال :
" خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته من فاطمة ، و أكثر تردده إليه ،
فقال : يا أبا الحسن ! ما يحملني على كثرة ترددي إليك إلا حديث سمعته من رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) : فأحببت أن يكون لي منكم أهل البيت
سبب و صهر . فقام علي فأمر بابنته من فاطمة فزينت ، ثم بعث بها إلى أمير
المؤمنين عمر ، فلما رآها قام إليها فأخذ بساقها ، و قال : قولي لأبيك : قد
رضيت قد رضيت قد رضيت ، فلما جاءت الجارية إلى أبيها قال لها : ما قال لك أمير
المؤمنين ؟ قالت : دعاني و قبلني ، فلما قمت أخذ بساقي ، و قال قولي لأبيك قد
رضيت ، فأنكحها إياه ، فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب ، فعاش حتى كان رجلا ، ثم
مات " . أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 73 / 257 / 1 ) و ابن عدي ( 6
/ 2 ) و الخطيب في " التاريخ " ( 6 / 182 ) في ترجمة ابن رستم هذا ، و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا ، و أما ابن عدي فقال فيه : " ليس بمعروف ، منكر الحديث
عن الثقات " .
قلت : و أنكر ما فيه ذكر التقبيل ، و أما الكشف عن الساق ، فقد ورد في غير هذه
الطريق ، و هي : الثانية : من طرق عن جعفر بن محمد عن أبيه ( زاد بعضهم : عن
علي بن الحسين ) : " أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي رضي الله عنه أم كلثوم ،
فقال : أنكحنيها ، فقال : إني أرصدها لابن أخي عبد الله بن جعفر ، فقال عمر :
أنكحنيها ، فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصده ، فأنكحه علي ، فأتى
عمر المهاجرين فقال : ألا تهنوني ؟ فقالوا : بمن يا أمير المؤمنين ؟ فقال : أم
كلثوم بنت علي و ابنة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم : فذكره " . أخرجه سعيد بن منصور في " سننه " ( 520 -
521 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 463 ) و الثقفي في " الفوائد " ( رقم 40
منسوختي ) و الحاكم ( 3 / 142 ) و الزيادة له ، و كذا البيهقي ( 7 / 63 - 64 )
، و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت منقطع " .
يعني بين علي بن الحسين و عمر . فهو بين الانقطاع أكثر بين محمد - و هو ابن علي
بن الحسين بن علي بن أبي طالب - و عمر . و راجع ما تقدم نقله عن الحافظ تحت فقه
الحديث المتقدم ( 99 ) . و أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 6 / 330 - 331
) من طريقين آخرين عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين الباقر قال : قال عمر ...
فذكره نحوه . و في رواية له من طريق الزبير بن بكار معضلا بدون إسناد : " فقال
له علي : أنا أبعثها إليك ، فإن رضيت فقد زوجتكها ، فبعثها إليه ببرد ، و قال
لها : قولي له : هذا البرد الذي قلت لك ، فقالت ذلك لعمر ، فقال لها : قولي له
، قد رضيته رضي الله عنك ، و وضع يده على ساقها ، فكشفها ، فقالت له : أتفعل
هذا ؟ ! لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ! ثم خرجت حتى جاءت أباها ، فأخبرته
الخبر ، و قالت : بعثتني إلى شيخ سوء ! فقال : مهلا يا بنية ، فإنه زوجك ، فجاء
عمر إلى مجلس المهاجرين ... " الحديث .
الثالثة : قال الطبراني في " الكبير " ( 1 / 124 / 1 ) : حدثنا محمد بن عبد
الله أخبرنا الحسن بن سهل الحناط أخبرنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن
أبيه عن جابر قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : فذكره مرفوعا .
و من طريق الطبراني أخرجه الضياء في " المختارة " ( رقم 95 ، 96 - بتحقيقي ) .
قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات حفاظ غير الحناط هذا ، فقد ذكره السمعاني في هذه
النسبة ( الحناط ) إلى بيع الحنطة ، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و يحتمل
عندي أنه الحسن بن سهل الجعفري كما في " الجرح " ( 1 / 2 / 17 ) أو الجعفي كما
في " ثقات ابن حبان " على ما في هامشه ، فقد ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عنه أبو
زرعة . و قد علم أنه لا يروي إلا عن ثقة . و قد وثقه الهيثمي في " المجمع " ( 9
/ 173 ) . و الله أعلم . ثم رأيت في " ثقات ابن حبان " ( 8 / 181 ) : " الحسن
ابن سهل الخياط ( كذا ) ، يروي عن أبي أسامة و الكوفيين . روى عنه الحضرمي " .
قلت : فهو هذا ، فإن الحضرمي هو محمد بن عبد الله شيخ الطبراني في الحديث ، و (
الخياط ) تصحيف ، و الصواب : ( الحناط ) كما حققته في " تيسير الانتفاع " يسر
الله لي إتمامه بكرمه و منه .
الرابعة : عن يونس بن أبي يعفور عن أبيه سمعت عبد الله بن عمر يقول : سمعت عمر
ابن الخطاب يقول : فذكره مرفوعا . أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 124 / 1
) و أبو علي الصواف في " الفوائد " ( 3 / 165 / 2 ) و أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " ( 1 / 199 - 200 ) .
قلت : و هذا إسناد حسن أيضا في الشواهد ، يونس هذا من رجال مسلم ، لكن ضعفه
جماعة من الأئمة ، و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق ، يخطىء كثيرا " .
و قد توبع ممن لا يفرح بمتابعته ، فقال محمد بن عكاشة عن سيف بن محمد بن أخت
سفيان عن سفيان الثوري عن خالد بن سعد بن عبيد عن نافع عن ابن عمر به . أخرجه
تمام في " الفوائد " ( 247 / 2 ) .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، آفته سيف هذا ، قال الحافظ : " كذبوه " . و محمد بن
عكاشة إن كان العكاشي الكرماني ، فهو كذاب وضاع . و إن كان محمد بن عكاشة
الكوفي ، فهو ضعيف . و هذا مشكل ، فقد جاء في ترجمة الأول أنهم نسبوه كوفيا ،
فيحتمل أنهما واحد ، لكن فرق بينهما الدارقطني ، فقال في الأول : " يضع الحديث
" . و في الآخر : " ضعيف " . و عليه جرى الذهبي و العسقلاني ، ففرقا بينهما .
فالله أعلم .
الخامسة : قال الطبراني أيضا و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 34 ) : حدثنا
جعفر بن محمد بن سليمان النوفلي المديني أخبرنا إبراهيم بن حمزة الزبيري أخبرنا
عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : " دعا عمر بن
الخطاب رضي الله عنه علي بن أبي طالب فساره ، ثم قام علي في الصفة فوجد العباس
و عقيلا و الحسين ، فشاورهم في تزويج أم كلثوم عمر ، فغضب عقيل و قال : يا علي
! ما تزيدك الأيام و الشهور و السنون إلا العمى في أمرك ، و الله لئن فعلت
ليكونن و ليكونن - لأشياء عدها - و مضى يجر ثوبه ، فقال علي للعباس : والله ما
ذاك منه نصيحة ، و لكن درة عمر أخرجته إلى ما ترى ، أما والله ما ذاك رغبة فيك
يا عقيل ، و لكن قد أخبرني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول : ... " فذكر الحديث . و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال "
الصحيح " غير النوفلي شيخ الطبراني فلم أجد له ترجمة . و أخرج المرفوع منه ابن
شاهين في " الأفراد " ( 2 / 1 ) عن سلمة بن شبيب أخبرنا الحسين بن محمد بن أعين
أخبرنا عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه به . و قال : " تفرد بهذا الحديث سلمة
بن شبيب ، لا أعلم به غيره " .
قلت : و هو ثقة من شيوخ مسلم ، لكن شيخه الحسين بن محمد بن أعين لم أعرفه .
السادسة : عن أحمد بن سنان بن أسد ( بن ) حبان القطان : حدثنا يزيد بن هارون
أخبرنا حماد حدثني ابن أبي رافع أن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره . أخرجه الحافظ السلفي في " معجم السفر " ( ق 192 / 2 ) .
قلت : هذا إسناد رجاله ثقات حفاظ غير ابن أبي رافع و اسمه عبد الرحمن ، فإنه لم
يرو عنه غير حماد هذا ، و هو ابن سلمة ، و قال ابن معين : " صالح " . و قال
الحافظ : " مقبول من الرابعة " . فهو تابعي لم يدرك عمر بن الخطاب .
السابعة " عن حسن بن حسن عن أبيه أن عمر بن الخطاب به نحوه . أخرجه البيهقي
بسند ضعيف منقطع .
الثامنة : رواه أبو موسى المديني في " اللطائف من دقائق المعارف " ( 2 / 1 ) من
طريق الدارقطني بسنده عن العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا النضر بن منصور حدثنا
عقبة بن علقمة اليشكري قال : سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : أخبرني
عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أنه مر بعثمان رضي الله عنه و هو كئيب حزين حين
أصيب بزوجته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأله فقال : إني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال : " لم يروه بهذا الإسناد غير
النضر " .
قلت : و من طريقه رواه ابن عساكر ( 11 / 83 / 1 ) ، و هو ضعيف . لكن الراوي عنه
العلاء بن عمرو الحنفي كذاب .
التاسعة : عن المستظل بن حصين أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته ، فاعتل عليه
بصغرها فقال : إني أعددتها لابن أخي جعفر ، قال عمر : إني والله ما أردت بها
الباءة ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . أخرجه الضياء
المقدسي في " المختارة " رقم ( 266 - بتحقيقي ) من طريق شريك عن شبيب بن أبي
غرقدة عن المستظل به . و شريك سيء الحفظ ، و هو صدوق يستشهد به .
3 - و أما حديث المسور بن مخرمة فرواه أحمد ( 4 / 323 ) و الطبراني و البيهقي
من طريق أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن عبيد الله بن أبي رافع عنه مرفوعا . قال
الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 9 / 203 ) : " و فيه أم بكر بنت المسور ، و لم
يجرحها أحد و لم يوثقها و بقية رجاله وثقوا " .
4 - و أما حديث ابن عمر ، فهو بلفظ : " كل نسب و صهر منقطع يوم القيامة إلا
نسبي و صهري " . أخرجه ابن عساكر ( 19 / 60 / 2 ) عن سليمان بن عمر بن الأقطع :
أخبرنا إبراهيم بن عبد السلام عن إبراهيم بن يزيد عن محمد بن عباد بن جعفر قال
: سمعت ابن عمر يقول : مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و فيه علل : الأولى : إبراهيم بن يزيد - و هو
الخوزي المكي - متروك . الثانية : إبراهيم بن عبد السلام - و هو المخزومي المكي
- ضعيف . الثالثة : سليمان بن عمر الأقطع كتب عنه أبو حاتم ، و لم يذكر فيه
ابنه ( 2 / 1 / 131 ) جرحا و لا تعديلا فهو مجهول الحال . و جملة القول أن
الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح . و الله أعلم .