Silsilah Shahihah Albani 2797 / 3094

2797 - " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله و ما والاه ، أو عالما أو متعلما "
.


قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 703 :

أخرجه الترمذي ( 2323 ) و ابن ماجه ( 4112 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( ق
223 / 2 ) من طريق ابن ثوبان عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة السلولي قال :
حدثنا أبو هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره ، و
قال الترمذي : " حديث حسن غريب " . قلت : و هو كما قال أو قريب منه ، و قد أقره
المنذري في " الترغيب " ( 1 / 56 ) ، فإن رجاله كلهم ثقات معروفون غير عطاء بن
قرة ، وثقه ابن حبان في " أتباع التابعين " ( 7 / 252 ) لكن قد ذكر في "
التهذيب " أنه روى عنه جمع من الثقات ، منهم الأوزاعي و الثوري ، فكأنه لذلك
قال في " التقريب " : " صدوق يخطىء " . فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى ، و
يؤيده قول الذهبي في " المغني " : " صدوق " . أخرجه الترمذي من طريق علي بن
ثابت - و هو الجزري - و الآخران من طريق أبي خليد عتبة بن حماد ، كلاهما عن ابن
ثوبان - و هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان - به . و خالفهما أبو المطرف المغيرة
بن المطرف قال : حدثنا ابن ثوبان عن عبدة بن أبي لبابة عن أبي وائل عن ابن
مسعود مرفوعا به . أخرجه البزار ( 4 / 108 / 3310 ) و الطبراني في " الأوسط " (
رقم 4248 - نسختي ) و قال : " لم يروه عن ابن ثوبان عن عبدة إلا أبو المطرف ..
و روى غيره عن ابن ثوبان عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي هريرة " .
قلت : و هذا أصح لاتفاق الصدوقين عليه ، و لأن أبا المطرف هذا غير معروف في كتب
الرجال ، ثم رأيت الدارقطني قد سبقني إلى هذا ، فقال في " العلل " ( 5 / 89 ) :
" و هو الصحيح " . و قال الهيثمي ( 1 / 122 ) : " لم أر من ذكره " . قلت :
أورده بحشل في " تاريخ واسط " ( 181 ) و ذكر له أثرا من رواية وهب بن بقية . و
قال الذهبي في " المقتنى " : " واه " . و لفظ البزار : " إلا أمرا بمعروف أو
نهيا عن المنكر " . و للحديث شاهد من حديث جابر مرفوعا به ، إلا أنه قال : " ..
إلا ما كان منها لله عز وجل " . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 157 و 7 /
91 ) و الأصبهاني ( ق 143 / 2 ) و البيهقي في " الشعب " ( 7 / 341 / 10512 ) من
طريقين عن عبد الله بن الجراح : حدثنا عبد الملك بن عمرو العقدي حدثنا سفيان بن
سعيد عن محمد [ بن المنكدر ] عنه ، و قال أبو نعيم : " غريب من حديث محمد و
الثوري تفرد به عبد الله بن الجراح " . قلت : : قال الذهبي في " الكاشف " : "
ثقة " . و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يخطىء " . و هذا أقرب إلى مجموع
أقوال المتقدمين فيه ، فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى ، و ذكره ابن أبي حاتم
في " العلل " ( 2 / 124 ) من طريقه ، و قال عن أبيه : " هذا خطأ ، إنما هو محمد
بن المنكدر أن النبي صلى الله عليه وسلم " . يعني أنه مرسل . و لم يبين السبب ،
و على التسليم به هو شاهد حسن مسندا و مرسلا . و شاهد آخر ، يرويه محمد بن وضاح
: أخبرنا عبد الملك بن حبيب المصيصي أخبرنا ابن المبارك عن ثور بن يزيد عن خالد
بن معدان عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : " .. إلا ما كان فيها من ذكر الله ،
أو آوى إلى ذكر الله ، و العالم و المتعلم شريكان في الأجر ، و سائر الناس همج
لا خير فيه " . أخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم و فضله " ( 1 / 27 ) و
أعله بالوقف فقال : " هكذا رواه عبد الملك بن حبيب المصيصي عن ابن المبارك
مسندا ، و رواه عبد الله ابن عثمان عن ابن المبارك عن ثور عن خالد بن معدان من
قول أبي الدرداء " . ثم ساقه بإسناده إلى عبد الله بن عثمان به موقوفا . و
تابعه عبد الرزاق عند البيهقي في " الشعب " ( 7 / 342 ) . قلت : و عبد الله بن
عثمان هو الحافظ الثقة الملقب بـ ( عبدان ) ، و قد تابعه الحسين المروزي فرواه
في " الزهد " ( 191 / 543 ) : أخبرنا ابن المبارك به . و هذا أصح مما قبله ،
لأن المصيصي مع مخالفته لعبدان و الحسين المروزي فهو مجهول الحال لم يوثقه أحد
، على أنه مع وقفه فهو منقطع بين خالد و أبي الدرداء . و قد جاءت هذه الزيادة "
و العالم و المتعلم شريكان في الأجر .. " مرفوعة من طرق أخرى عن أبي الدرداء و
غيره .. و لكنها واهية كما بينته في " إرواء الغليل " ( 414 ) . ( تنبيه ) :
عزا السيوطي الحديث في " الجامعين " لابن ماجه فقط عن أبي هريرة ، و " أوسط "
الطبراني عن ابن مسعود . و لم يتكلم المناوي على إسناد أبي هريرة ، و إنما على
إسناد ابن مسعود ، و لم يزد فيه على أن نقل عن الهيثمي قوله المتقدم في راويه
أبي المطرف : " لم أر من ذكره " . هذا في " الفيض " ، و أما في " التيسير " فقد
زاد في توضيح الإيهام ، فقال : " رمز المؤلف لصحته ، و ليس كما قال ، إذ فيه
مجهول " ! قلت : و فيه ما يلي و إن أقرته لجنة " الجامع الكبير " ( 55 - 10703
) ! أولا : أوهم أن المجهول في إسناد حديث أبي هريرة أيضا ، و ليس كذلك كما سبق
. ثانيا : أن رموز السيوطي في " الجامع الصغير " لا قيمة لها ، كما نبهنا عليه
مرارا ، و شرحته في مقدمة " ضعيف الجامع " و " صحيح الجامع " ، و قد نبه
المناوي نفسه على شيء منه في مقدمة " الفيض " . ثالثا : أوهم أن الحديث ضعيف ،
و ليس كذلك بالنظر إلى طريق أبي هريرة ، فهو حسن كما تقدم ، و يزداد قوة بحديث
جابر ! و الله أعلم . قلت : و من جناية ( الهدام ) على السنة تضعيفه لهذا
الحديث ، في تعليقه على " إغاثة اللهفان " ، و تصدير تخريجه إياه بقوله ( 1 /
56 ) : " ضعيف : و لعله قول لبعض السلف " !! فيقال له : اجعل ( لعل ) عند ذاك
الكوكب ، فإن جل طرقه مرفوعة ، و أولها حسن لذاته ، و نحوه حديث جابر ، و لكن
الرجل مبتلى بالشذوذ العلمي !