Silsilah Shahihah Albani 2800 / 3094

2800 - " ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم و لا تكذبوهم ، و قولوا : آمنا بالله و كتبه
و رسله ، فإن كان حقا لم تكذبوهم و إن كان باطلا لم تصدقوهم " .


قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 712 :

أخرجه أبو داود ( 2 / 124 ) و عبد الرزاق في " المصنف " ( 20059 ) و ابن حبان (
110 ) و الدولابي في " الكنى " ( 1 / 58 ) و البيهقي ( 2 / 10 ) و في " الشعب "
( 2 / 99 / 1 ) و أحمد ( 4 / 136 ) و ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 266 / 2 )
من طريق الزهري : أخبرني ابن أبي نملة عن أبيه قال : كنت عند النبي صلى
الله عليه وسلم إذ دخل عليه رجل من اليهود فقال : يا محمد أتكلم هذه الجنازة ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الله أعلم ، فقال اليهودي : أنا أشهد أنها
تكلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . و إسناده ثقات رجال الشيخين
غير ابن أبي نملة ، قال البيهقي : هو نملة ابن أبي نملة الأنصاري . قلت : في "
التقريب " : " إنه مقبول " . فهو في عداد المجهولين ، فالإسناد على هذا ضعيف .
و لفظ أحمد : " إذا حدثكم " . ثم ظهر لي أنني كنت مخطئا في اعتمادي على قول
الحافظ : " مقبول " ، الذي يعني أنه غير مقبول عند التفرد ، و ذلك أنه هو نفسه
قد ذكر في ترجمة ( نملة بن أبي نملة ) من " التهذيب " أنه : " روى عنه - غير
الزهري - عاصم و يعقوب ابنا عمر بن قتادة ، و ضمرة بن سعيد و مروان بن أبي سعيد
، و ذكره ابن حبان في ( الثقات ) و أخرج حديثه في ( صحيحه ) " . قلت : فهؤلاء
جمع - أكثرهم ثقات - مع كونه تابعيا يروي عن أبيه ، و عهدي بالحافظ و من قبله
الذهبي أنهم يقولون في مثله : " صدوق " . و أنهم يحسنون أو يجودون حديثه لغلبة
الظن في صدقه ، و سلامة حديثه من الخطأ . و الله سبحانه و تعالى أعلم . و إن
مما يقوي الحديث أن له شاهدا يرويه الحارث بن عبيدة : حدثنا الزهري عن سالم عن
أبيه عن عامر بن ربيعة قال : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بجنازة
، فقال رجل من اليهود : " يا محمد ! تكلم هذه الجنازة ؟ " ، فسكت رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فقال : اليهودي : " أنا أشهد أنها تكلم " ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : .. " فذكره نحوه مختصرا إلى قوله : " و رسله " ، و دون
قوله : " فلا تصدقوهم و لا تكذبوهم " . أخرجه الحاكم ( 3 / 358 ) و قال : " هذا
حديث يعرف بالحارث بن عبيدة الرهاوي " . قلت : و هو ضعيف كما قال الذهبي نفسه
في " الضعفاء " تبعا للدارقطني ، لكن يمكن أن يستشهد به لأنه ليس شديد الضعف ،
فقد قال أبو حاتم : " ليس بالقوي " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 6 / 176
) و لكنه سرعان ما تناقض فذكره في " الضعفاء " أيضا ( 1 / 224 ) و قال : " لا
يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد " . قلت : و هذا يعني أنه ليس شديد الضعف ،
فيجوز الاستشهاد به و الله تعالى أعلم . هذا ، و قد زاد ابن حبان في آخر الحديث
: " و قد زاد ابن حبان في آخر الحديث : " و قال : قاتل الله اليهود لقد أوتوا
علما " . قلت : و تكلم الجنازة مما ينبغي أن يصدق به لثبوت ذلك في بعض الأحاديث
الصحيحة ، كقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا وضعت الجنازة ، و احتملها الرجال
على أعناقهم ، فإن كانت صالحة قالت : قدموني قدموني ، و إن كانت غير صالحة قالت
: يا ويلها أين يذهبون بها ؟! يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ، و لو سمعه لصعق
" . أخرجه البخاري و غيره ، و هو مخرج في " أحكام الجنائز " ( ص 72 ) . فقوله
صلى الله عليه وسلم جوابا عن سؤال اليهودي : " الله أعلم " ، الظاهر أنه كان
قبل أن يوحى إليه بهذا الحديث الصحيح الصريح في تكلم الجنازة و بصوت . و الله
أعلم . ثم إن الحديث في " صحيح البخاري " من حديث أبي هريرة مرفوعا دون قوله :
" فإن كان حقا .. " إلخ ، و قد مضى برقم ( 422 ) . و قد التبس هذا بحديث
الترجمة على شيخ الإسلام ابن تيمية ، فانظر التعليق على " فضائل الشام " ( ص 55
- عمان ) .