Silsilah Shahihah Albani 2808 / 3094

2808 - " إن من بعدكم الكذاب المضل ، و إن رأسه من بعده حبك حبك - ثلاث مرات - و إنه
سيقول : أنا ربكم ، فمن قال : لست ربنا ، لكن ربنا الله عليه توكلنا و إليه
أنبنا ، نعوذ بالله من شرك ، لم يكن له عليه سلطان " .


قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 727 :

أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 372 ) : حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن
أيوب عن أبي قلابة قال : رأيت رجلا بالمدينة و قد طاف الناس به ، و هو يقول : "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، فإذا
رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فسمعته و هو يقول : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح غاية رجاله ثقات رجال الشيخين و جهالة الصحابي لا تضر
كما هو مقرر في علم المصطلح . قوله : " من بعده " : أي : من ورائه . " حبك " :
أي : شعر رأسه متكسر من الجعودة مثل الماء الساكن أو الرمل إذا هبت عليهما
الريح فيتجعدان و يصيران طرائق . كما في " النهاية " . و الحديث دليل صريح على
أن الدجال الأكبر هو شخص له رأس و شعر ، و ليس معنى و كناية عن الفساد كما يحلو
لبعض ضعفاء الإيمان أن يتناولوا أحاديثه الكثيرة الثابتة عن النبي صلى الله
عليه وسلم بالتواتر كما صرح به أئمة الحديث ، فلا تغتر بعد ذلك أيها القارىء
بمن لا علم عنده بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما كان شأنه و مقامه في
غير هذا العلم الشريف . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 2736 و
7222 ) من رواية أحمد و الخطيب عن رجل من الصحابة ، و بيض له فلم يبين مرتبته
من الثبوت كما هي عادته على الغالب ، و كذلك فعلت اللجنة القائمة على نشره و
التعليق عليه ! و كان عليها على الأقل أن تعلق عليه بقول الهيثمي في " مجمع
الزوائد " ( 7 / 343 ) : " رواه أحمد ، و رجاله رجال الصحيح " ! و إن كان هذا
لا يدل القارىء على أن السند صحيح كما نبهنا عليه مرارا . و بأن الهيثمي ذكر له
شاهدا من رواية أحمد أيضا و الطبراني عن هشام بن عامر مرفوعا نحوه ، و قال في
رجال أحمد : " رجال الصحيح " . و هو عنده ( 4 / 20 ) من طريق عبد الرزاق ، و
هذا في " المصنف " ( 11 / 395 / 20828 ) قال : أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي
قلابة عن هشام بن عامر به نحوه . و هذا إسناد صحيح أيضا ، استنفدنا منه تسمية
الصحابي الذي لم يسم في الإسناد الأول ، و إذا كانت التسمية هذه محفوظة فيه ،
فهي تعطينا فائدة أخرى و هي أن أبا قلابة سمع من هشام بن عامر ، خلافا لقيل من
قال : إنه لم يسمع منه ، و الله أعلم . ( تنبيه ) : من أخطاء بعض المتهافتين
على وضع الفهارس الحديثية ممن لا معرفة عندهم بهذا العلم الشريف جعله صحابي
حديث الترجمة : " أبو قلاب " !! فهذا خطأ علمي مع خطأ مطبعي !! انظر " فهرس
مجمع الزوائد " ( 1 / 272 ) . ثم رأيت الحديث في " تاريخ بغداد " ( 11 / 161 )
من طريق عبيد الله بن عمرو عن أيوب به . قلت : و هذا سند صحيح أيضا .