Silsilah Shahihah Albani 80 / 3094

80 - " ما من قوم جلسوا مجلسا لم يذكروا الله فيه إلا رأوه حسرة يوم القيامة " .


قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 118 :
( عن ابن عمرو ) :

أخرجه أحمد ( 2 / 124 ) بإسناد حسن .
و قال الهيثمي : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح " .
شاهد ثان : أخرجه الطيالسي ( 1756 ) عن جابر بسند على شرط مسلم .
و له شاهد آخر عن عبد الله بن مغفل مثله .

أخرجه ابن الضريسي في " أحاديث مسلم بن إبراهيم الفراهيدي " ( 8 / 1 - 2 ) بسند
لا بأس به في المتابعات و الشواهد ، رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "
و رجالهما رجال الصحيح و البيهقي كما في " الترغيب " ( 2 / 236 ) .
فقه الحديث :
------------
لقد دل هذا الحديث الشريف و ما في معناه على وجوب ذكر الله سبحانه و كذا الصلاة
على النبي صلى الله عليه وسلم في كل مجلس ، و دلالة الحديث على ذلك من وجوه :
أولا - قوله : " فإن شاء عذبهم ، و إن شاء غفر لهم " فإن هذا لا يقال إلا فيما
كان فعله واجبا و تركه معصية .
ثانيا - قوله : " و إن دخلوا الجنة للثواب " .
فإنه ظاهر في كون تارك الذكر و الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، يستحق دخول
النار ، و إن كان مصيره إلى الجنة ثوابا على إيمانه .
ثالثا : قوله : " و إلا قاموا على مثل جيفة حمار " .
فإن هذا التشبيه يقتضي تقبيح عملهم كل التقبيح ، و ما يكون ذلك - إن شاء الله
تعالى - إلا فيما هو حرام ظاهر التحريم . و الله أعلم .
فعلى كل مسلم أن يتنبه لذلك ، و لا يغفل عن ذكر الله عز و جل ، و الصلاة على
نبيه صلى الله عليه وسلم ، في كل مجلس يقعده ، و إلا كان عليه ترة و حسرة يوم
القيامة .
قال المناوي في " فيض القدير " :
" فيتأكد ذكر الله ، و الصلاة على رسوله عند إرادة القيام من المجلس ، و تحصل
السنة في الذكر و الصلاة بأي لفظ كان ، لكن الأكمل في الذكر " سبحانك اللهم
و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك ، و في الصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم ما في آخر التشهد " .
قلت : و الذكر المشار إليه هو المعروف بكفارة المجلس ، و قد جاء فيه عدة أحاديث
أذكر واحدا منها هو أتمها : و هو كفارة المجلس :
" من قال : سبحان الله و بحمده ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا
أنت ، أستغفرك و أتوب إليك ، فقالها في مجلس ذكر ، كانت كالطابع يطبع عليه ،
و من قالها في مجلس لغو كانت كفارة له " .