Silsilah Shahihah Albani 2778 / 3094

2778 - " هلاك أمتي في الكتاب و اللبن . قالوا : يا رسول الله ما الكتاب و اللبن ؟ قال
: يتعلمون القرآن فيتأولونه على غير ما أنزل الله عز وجل ، و يحبون اللبن
فيدعون الجماعات و الجمع ، و يبدون " .


قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 647 :

أخرجه الإمام أحمد ( 4 / 155 ) : حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا ابن لهيعة عن أبي
قبيل قال : لم أسمع من عقبة بن عامر إلا هذا الحديث ، قال ابن لهيعة : و حدثنيه
يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر الجهني قال : سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و أخرجه ابن عبد الحكم في " فتوح مصر "
( 293 ) : حدثناه المقرىء و أبو الأسود النضر بن عبد الجبار عن ابن لهيعة عن
أبي قبيل وحده . قلت : و هذا الحديث من أحاديث ابن لهيعة الصحيحة ، لأنه من
رواية أبي عبد الرحمن عنه ، و اسمه عبد الله بن يزيد المقرىء المكي ، و هو ثقة
من رجال الشيخين و من كبار شيوخ البخاري ، و قد ذكروا أنه من العبادلة الذين
رووا عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه و أنه صحيح الحديث فيما رووه عنه . و قد روى
هذا بإسنادين : الأول : عن أبي قبيل عن عقبة . و الآخر : عن يزيد بن أبي حبيب
عن أبي الخير عن عقبة . و هذا إسناد صحيح ، لأن من فوق ابن لهيعة ثقتان من رجال
الشيخين أيضا ، و أبو الخير اسمه مرثد بن عبد الله اليزني . و أما إسناده الأول
فحسن لأن أبا قبيل و اسمه حيي بن هاني المعافري وثقه جماعة منهم أحمد ، و ضعفه
بعضهم ، و قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق يهم " . فهو حسن الحديث على
الأقل ، و الله أعلم . و الحديث أخرجه الفسوي في " التاريخ " ( 2 / 507 ) و أبو
يعلى في " مسنده " ( 2 / 284 رقم 1746 ط ) و الهروي في " ذم الكلام " ( 2 / 28
/ 1 ) و ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " ( 2 / 193 ) كلهم عن عبد الله بن
يزيد به ، إلا أن الهروي زاد في الإسناد بين ابن لهيعة و أبي قبيل : عقبة
الحضرمي ، و هي زيادة شاذة لتصريح الجماعة في روايتهم بسماع ابن لهيعة لهذا
الحديث من أبي قبيل ، و لو صحت لم تضر لأن عقبة هذا - و هو ابن مسلم التجيبي -
ثقة بلا خلاف . ثم أخرجه أحمد ( 4 / 146 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " (
17 / 296 / 816 ) من طريقين آخرين عن ابن لهيعة به دون ذكر عقبة الحضرمي . و
تابعه أبو السمح عند أحمد ( 4 / 156 ) و من طريق ابن عبد البر ، و الطبراني (
818 ) ، و لفظه مخالف لحديث الترجمة ، و لذلك خرجته في " الضعيفة " ( 1779 ) .
و الليث - و هو ابن سعد - عند الطبراني ( 815 ) و ابن عبد البر . و مالك بن
الخير الزيادي عند الطبراني ( 817 ) . فهذه المتابعات من هؤلاء لابن لهيعة تؤكد
أنه قد حفظ هذا الحديث ، فالحمد لله . ( فائدة ) : ترجم ابن عبد البر لهذا
الحديث بقوله : " باب فيمن تأول القرآن أو تدبره و هو جاهل بالسنة " . ثم قال
تحته : " أهل البدع أجمع أضربوا عن السنن ، و تأولوا الكتاب على غير ما بينت
السنة ، فضلوا و أضلوا . نعوذ بالله من الخذلان ، و نسأله التوفيق و العصمة " .
قلت : و من ضلالهم تغافلهم عن قوله تعالى في كتابه موجها إلى نبيه صلى الله
عليه وسلم : *( و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )* . ثم إن
الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " لـ ( حم ، هب ، و أبو نصر السجزي في
" الإبانة " عن عقبة بن عامر ) . و لم يورده في " الجامع الصغير " . ( تنبيه )
: وقع من بعضهم حول هذا الحديث أوهام لابد من بيانها : لقد ضعفه الهيثمي في "
مجمع الزوائد " بقوله ( 8 / 104 - 105 ) : " رواه أحمد ، و فيه ابن لهيعة و هو
لين ، و بقية رجاله ثقات " . قلت : فخفي عليه أمران : الأول : أن ابن لهيعة
صحيح الحديث في رواية العبادلة عنه ، و هذا من رواية أحدهم ، و هو أبو عبد
الرحمن المقرىء كما تقدم . و الآخر : أن ابن لهيعة لم يتفرد به بل تابعه الليث
بن سعد و غيره كما سبق بيانه . و قلده في هذا كله المعلق على " مسند أبي يعلى "
السيد حسين سليم أسد ، فقال ( 3 / 285 ) : " إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة ، و
أبو عبد الرحمن هو عبد الله بن يزيد المقرىء " !! و قوله : ( يبدون ) أي يخرجون
إلى البادية لطلب مواضع اللبن في المراعي ، كما في " النهاية " .