Silsilah Shahihah Albani 2806 / 3094

2806 - " صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر و إفطاره " .


قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 723 :

أخرجه أحمد ( 4 / 19 و 5 / 34 و 35 ) عن عفان و وكيع و وهب بن جرير و البزار (
1059 - الكشف ) عن محمد بن جعفر و يحيى بن سعيد القطان ، و الطبراني في "
المعجم الكبير " ( 19 / 26 / 53 ) و الدارمي أيضا ( 2 / 19 ) عن أبي الوليد
الطيالسي ، ستتهم عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح كما قال المنذري ( 2 / 82 ) و رجاله
رجال الصحيح كما قال الهيثمي ( 3 / 196 ) ، و صححه ابن حبان و قد أخرجه ( 3645
- الإحسان ) من طريق وكيع به . ثم قال ( 3644 ) : أخبرنا أبو يعلى : حدثنا عبيد
الله بن عمر القواريري حدثنا يحيى بن سعيد به إلا أنه قال : " و قيامه " مكان :
" و إفطاره " . و قال ابن حبان : " قال وكيع عن شعبة في هذا الخبر : " و إفطاره
" ، و قال يحيى القطان عن شعبة : " و قيامه " ، و هما جميعا حافظان متقنان " .
كذا قال : و هو يشير بذلك إلى أن اللفظين محفوظان صحيحان ! و أرى أن لفظ " و
قيامه " شاذ غير محفوظ ، لمخالفته للفظ الذي اتفق عليه الستة و فيهم القطان : "
و إفطاره " ، فاتفاقهم حجة و من شذ عنهم فليس بحجة ، و ليس هو القطان كما يشعر
به كلام ابن حبان ، بل هو راو ممن دونه كائنا من كان ، فالاختلاف ليس بين
القطان و وكيع و إنما بين أحد المشار إليهم في رواية ابن حبان ، و من رواه عند
البزار عن القطان وفق رواية الجماعة . حتى لو فرضنا أن رواية البزار هذه خطأ
على القطان ، و أن المحفوظ عنه رواية ابن حبان ، فهي شاذة أيضا لمخالفته لرواية
الثقات الخمسة . و ما الحديث الشاذ إلا مخالفة الثقة للثقات ، بل هذه الرواية
من أحسن الأمثلة عندي للحديث الشاذ . و الله سبحانه و تعالى أعلم . و يشهد
للحديث ما رواه الطبراني عن عبد الله بن عمرو مرفوعا في حديث : " .. و صام
إبراهيم عليه السلام ثلاثة أيام من كل شهر ، صام الدهر و أفطر الدهر " . و فيه
ابن لهيعة و هو حسن الحديث في الشواهد ، و قد أعله المنذري و الهيثمي بأبي فراس
و هو من رجال مسلم ، و لكنهما لم يعرفاه كما كنت بينته قديما في السلسلة الأخرى
( 459 ) . و يؤيد الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " من صام الأبد ، فلا صام و
لا أفطر " . أخرجه ابن حبان و غيره بسند صحيح كما في " التعليق الرغيب " ( 2 /
88 ) . و ذلك لأن الشارع الحكيم إذا جعل صيام ثلاثة أيام من كل شهر كما لو صام
الدهر ، فمن صامهن فقد صام و أفطر . و الله أعلم .